الأحد، 14 يونيو 2015

الأهداف الذكية

الأهداف الذكيه : SMART goals
ما بين القطاعات الحكومية وبين القطاع الخاص بمختلف تخصصاتهم لم أجد الكثير من مقومات تثقيف وتطوير فريق العمل وأكثر ما رأيت هو حرصنا كأفراد على تطوير قدراتنا،لأني رأيت أن الكثير من المعارف العمليه ونظريات الأعمال وتطوير الذات المهني غير معلومه ولا نقوم بتدريسها كثيرا وغالبا ما نتعرض لها من خلال الدورات الخاصة الفرديه أو الإطلاع أو المشاركة من زميل او أنها مبادرة لبعض المدراء ومنها مثلا مبادئ  باريتو ( 80/20 ) والأهداف الذكية وإدارة التقارير ومكونات نظم القوى البشرية وسلوكيات البيع والتسويق والقيادة والكثير والكثير
واليوم أقدم ما يعرف بالأهداف الذكية ( SMART goals ) وللوهلة الأولى قد نعتقد أن كلمة سمارت كما هو وراد باللغة الإنجليزية تعني الذكاء وهي كذلك إلا أن المصطلح يعني الذكاء بجانب أنه إختصار لكلمات خمس أو مقومات خمس وهي:
S = specifics
M = measurable
A=attainable
R= relevant
T= timely
إذا الأهداف الذكية لا بد أن تقوم على هذه العناصر وهي باللغة العربية:
الإيضاح والتحديد
القياس أو قابلية القياس
القبول والواقعية من حيث التنفيذ
المنطقيه وإمكانية التطبيق من حيث النتيجة
زمنيه ( الأهداف )  او مرتبطة بوقت للتنفيذ

الإيضاح والتحديد
لابد من تحديد الهدف لأي مشروع او أي مهمة كذلك الإيضاح الكامل لها وحين نقول هذ فإننا نعني الوضوح لكافة الأطراف لأن الخلل الأكبر دائما في فريق العمل هو فهم كل طرف للهدف بمنظور مختلف لذلك نختلف في التنفيذ وبالتالي يسقط الهدف، عليه لا بد من الإبتعاد عن التعابير العامة النسبية والتي يختلف فهمها من شخص لآخر فمثلا حين يكون مطلب مدير المبيعات هو رفع المبيعات فهذه مسألة نسبية قد تعني زيادة المبيعات بالنسبة لي 1% وقد يكون هدف الإدارة 80% فحين أحقق 1% زيادة في المبيعات فهذا يعني أني حققت هدفي وفي المقابل لن ترضى الإدارة عن هذه النتيجة نتيجة تعريفم المختلف.
وعلى المستوى الشخصي قد نوكل لشخص ما حولنا شراء سيارة كبيرة وأن تكون تكلفتها رخصة ، الكبيرة بالنسبة لي تعني سيارة لخمس ركاب ( أربع أبواب )، فتكون النتيجة شراء سيارة صالون كبيره بعشرة الآف ريال ( يعني سيارة تلفانة العافيه )
في البيت قد نطلب مثلا تحضير عشاء لهذه الليلة لوجود ضيوف فيقوم أحدنا بإصدار ( أمره الكريم ) بتحضير العشاء وفعلا يأتي الضيوف فنجد أن الوليمة كافية لعشرة أشخاص بينما الحضور أكثر من عشرين .
الإيضاح ثم الإيضاح ثم الإيضاح ، تحديد الهدف بالتفصيل

القياس أو قابلية القياس
أي هدف غير قابل للقياس فهو هدف غير ذكي والقياس قد يكون بالأرقام أو النسبة أو الحجم أو الإستيعاب .... إلخ .
لتتمكن من معرفة الأداء لا بد من قياس ما تحقق مقارنة مع الهدف
هذه ليست قاعدة في الأعمال فقط بل في كل نواحي الحياة سواء العملية أو الشخصية لذلك في الغالب أن تقارير الأداء سيئة أو أنها مفقودة لأنه لا وسيلة لقياس الأهداف.

القبول والواقعية من حيث التنفيذ

المنطقيه وإمكانية التطبيق من حيث النتيجة
هذان المقومان مختلطان بالفهم ولو أريد لي ترجمتهما أو بنائهما سأقوم بذلك من خلال تغيير المصطلح فالعنصران يهدفان إلى واقعية الهدف والفرق هو أن  المقوم الأول يعني واقعية التنفيذ والثاني هو واقعية النتيجة
ومن خلال إطلاعي وجدت أن الكثير من المحاضرين يخلطون بينهما بل ويشرحون المصطلح وإختصاره بشكل مختلف
ولنترك هذا الخلاف جانبا ونقول أن الواقعية هي أحد مكونات الأهداف الذكية سواء من حيث التنفيذ أو النتيجة
لأنه كلما زاد الخلل في منطقية الهدف زاد الخلل في منطقية النتيجه
المسافة بين الرياض ومكة تقارب الألف كيلومتر فإذا ما حددنا زمن الوصول إلى مكة المكرمة خلال خمس ساعات ( الهدف هو الوصول إلى مكة وقطع مسافة ألف كيلومتر خلال خمس ساعات ) هذا الهدف غير منطقي من حيث التنفيذ وبالتالي يقابله عدم منطقية النتيجة لأنه النتيجة قد تكون عشر ساعات أو حادث لا سمح الله
فالمطلوب إذا هو أن يكون الهدف منطقيا ومقبولا لتكون النتيجة مقبولة فالعنصران ملازمان بعضهما البعض، وفي تقديري المتواضع أنها دلالة واحدة تعني واقعية الهدف لأنها تشمل التنفيذ وتشمل النتيجة.
ولأقرب لك قارئي الكريم التعريفين الخاصين بهما معظم ما قرأت يعرفهما كالتالي:
A - agreed upon, attainable, achievable, acceptable
R - realistic, relevant, reasonable, rewarding
تخير منهما ما تشاء المهم هو منطقية الهدف وان يكون واقعيا

زمنية أو مرتبطة بجدول زمني
أي هدف غير محدد بزمن أو وقت هدف غير ذكي ومن الممكن أن يكون التحديد بالتاريخ أو بمدة التنفيذ وأعتقد أن هذا العنصر واضح للجميح وبالتالي لا حاجة لي بالإسهاب فيه.
إذا حين نقوم ببناء هدف لا بد لنا من تحليل هذا الهدف ضمن هذه المقومات وإذا ما إستطعنا إيجاد هدف ذكي وجدنا أن بقية المعطيات الغير مذكورة هنا ستكون متوفرة ومنها مثلا الأدوات والمصادر أو العوائق.
فللقيام بتنفيذ أي هدف نحن بحاجة إلى وسائل كذلك قد نكون بحاجة إلى مصادر وبالتالي نستطيع التعرف مقدما عن أي عائق قد يحول بيننا وبين تنفيذ الهدف.
هل تعرفون أنا نخلط كثيرا بين الأهداف والمهام؟
بين الأهداف والوسائل؟
وأن بعضا من الأهداف تتغير حين تحقيقها من هدف إلى وسيلة أو مهمة؟
فكروا فيها
نفع الله بنا جميعا ولعلي اهدي هذا المقال لزائري في اليابان الذي لا أعرفه والذي أراه يزور مدونتي بشكل متواصل لأنني أرى نظام متابعة الزوار وأجده من حين لآخر فلك زائري من اليابان هذه الهدية المتواضعة عرفانا مني لفضلك في مشاركتي فكري.
عبالعزيز الأحمدي

ليست هناك تعليقات: